في بحار من الظلمات بعضها فوق بعض، وفي حشود من الشر يأتي بعضها إثر بعض، وفي أرسال من الشك يردف بعضها بعضا، في زمجرة الأعاصير، وفي تفجر البراكين، في أمواج البحر المتلاطمة .. يلجأ المؤمنون إلى إيمانهم فيملأ قلوبهم بردا وأمنا، ويفيئون إلى ربهم فيسبغ عليهم سلاما منه ورضوانا، ويرجعون إلى كتاب هدايتهم فيملأ عقولهم حكمة وعلما، ويلتفون حول رسولهم فيزيدهم بصيرة وثباتا .. حينذاك .. يناجي المؤمنون ربهم وقد خضعت له جباههم، وخشعت له قلوبهم: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [سورة آل عمران 192 - 194] هنالك يستجيب لهم الحق بوعد الصدق: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ...