ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆسسات

📍سلسلة مقالات من جامعة هارفارد📍

اعداد د/ عمر يوسف المبارك

↩️ ﻛﻴﻒ ﻧﺘﻔﺎﺩﻯ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ❓

ﻫﻞ ﺗﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ؟
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻬﺮﻣﺔ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻧﺘﺠﻨﺐ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﻟﻠﺸﻴﺨﻮﺧﺔ؟

ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ‏) ﻟﻮﺻﻒ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻮﺻﻒ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻫﻮ ﺃﻥّ ﻫﺮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻭﺭ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻹﻧﺸﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﺘﻴﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﺈﻥّ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ .
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻣﺆﺳﺴﺘﻚ ﺑﺎﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻧﻮﺟﺰﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ : ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﺭﺿﺎً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ، ﺣﻴﺚ ﻧﻼﺣﻆ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻕ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺧﻄﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﻮﺻﻒ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻷﻗﻮﺍﻝ ﻻ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻭﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺭﻳﻮ ﻣﻮﺭﻳﺮﺍ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺣﺪﻳﺜﺎً “ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺔ ” ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻮﺭ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺗﻀﻴﻒ ﻗﻴﻤﺔ .
ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺑﻨﺠﺎﺡ : ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﺰﺧﻢ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺗﻐﻄﻴﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ . ﻭﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺧﺒﺖ، ﻓﻴﺘﻢ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻃﻼﻕ .
ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ : ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻨﺠﺪﻫﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﺃﻭ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺃﻭ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ . ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻨﺘﺞ ﺑﻴﺘﺮ ﺳﻮﺍﻥ ﻭ ﺟﺎﺱ ﻏﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﻤﺎ “ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ” ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻬﺮﻣﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰً ﺁﺧﺮ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ .
ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ : ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﻓﺮﻫﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻠﺢ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﻄﺔ ﻭﺣﺬﺭ .
ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ : ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺓ ﺃﻭ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ .
ﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻔﺎﺩﻱ ﻭﺻﻮﻝ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺗُﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺎﺕ، ﻭﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﺣﺖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺑﻜﻠﻤﺔ “ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ” ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺑﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ، ﻭﺗﺴﺮﻳﻊ ﻧﻤﻮ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ، ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ . ﻭﺳﻴﻤﻜّﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌّﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺮﺻﺪ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ . ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ‏( ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ‏) ﺇﺫ ﺗﻤﻜّﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ .
ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ، ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﺘﻴﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻢ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻹﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻮ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻣﻌﺎً ﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﻧﻀﺞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻀﻄﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ .
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻛﺎﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﻮﺍﺕ، ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﺆﺳﺴﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ .
ﺃﺧﻴﺮﺍً، ﻟﻴﺴﺖ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺣﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺐ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﻄﺎﻉ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ . ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﺼﻴﺐ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺩﻭﻝ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﻀﻌﻒ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ . ﻭﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻨﻒ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ . ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ، ﺃﺣﺪ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ

‏⁧ #العميدمكي
#تطوير-القيادات #تطوير-الذات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة