هكذا علمتني الحياة 6

أقبح أنواع الجبن، الخوف من الجهر بالحق خشية من ألسنة المبطلين.

إن ما يبدو اليوم رجعية وجموداً وتخلُّفاً، سيكون في الغد القريب إصلاحاً وتجديداً وتقدماً.

ربَّ صرخة تذهب اليوم هباءً، تكون في المستقبل القريب عاصفة وبناءً.

لولا جرأة المصلحين واستهزاؤهم بهزء الساخرين لما تخلَّص المجتمع من قيوده وأوزاره.

أليس من دواعي الأسى، أن تكون للدول المتقدمة(.....) صواريخها، ومعاملها النووية، وليس لها تلفزيون، ويكون لنا تلفزيون، وفرق للرقص والتمثيل، وليس لنا صواريخ، ولا أفران ذرية؟

هاتوا لنا جميع الرسامين، والممثلين والمغنين
والراقصات والراقصين، ثم احشدوهم جميعاً وانظروا هل يردون عنا خطر قنبلة ذرية، أو صاروخاً موجهاً؟.

هل يشفي المريض المدنف باقة من الزهر، أم حقنة من البنسلين؟
وهل يكفي الجائع لحن مطرب، أم رغيف مشبع؟.
وهل يسعد الفقير أن تزيَّن له جدرانه بالرسوم، أم أن تهيئ له ما يحتاجه من أثاث؟
وهل يخاف العدو إذا كنت تحسن الرقص، أم إذا كنت تحسن صناعة الموت؟

هذا ما تفعله الأمم التي تريد الحياة
في "أوديسا" على شواطئ البحر الأسود من بلاد الاتحاد السوفياتي مدرسة للنابغين من طلاب المدارس الابتدائية، أقيم فيها معرض، لما أنتجوه من آلات وقطارات وصناعات، فكم الفرق بين أمة توجِّه أبناءها للسيطرة على الحياة، وبين أمةٍ تشغلهم بأبسط ما في الحياة؟

الحياة تخلق أفكارنا، وأفكارنا تصنع شكل الحياة التي نريدها.

التفكير الذي ينبعث من تصوُّر الإنسان كإنسان هو تفكير عالمي.

والتفكير الذي ينبعث من تصوُّر الإنسان كمخلوق محلِّي.
هو تفكير محلي قد لا يعيش في بيئة أخرى.

أفكارنا الروحية تصنع لنا مسرَّات لا تنتهي،
وأفكارنا الماديَّة تخلق لنا مطالب لا تنتهي،
وأكثرها لا يتحقق

شتان بين فتى تشرب قلبه
بيقينه ومن ادعى وتشدقا

شتان بين النهر يعذب ماؤه
والبحر بالملح الأجاج تمذقا

إني لأعجب للفتي متطاولا
متباهيا بضلاله متحذلقا

سلك العباد دروبهم وهو الذي
ما زال حيران الفؤاد معلقا

الشمس في كبد السماء ولم يزل
في الشك في وضح النهار مطوقا

النهر يجري في القلوب وماؤه
يزداد في حبل الوريد تدفقا

وأخو الضلالة ما يزال مكابرا
يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا

يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى
في الصف من بعد الإخاء تمزقا

لك من كتاب الله فجر صادق
فاتبع هداه ودعك ممن فرقا

لك في رسولك قدوة فهو الذي
بالصدق والخلق الرفيع تخلقا

يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا
ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا

سترى رؤى بدر تلوح فرحة
بيمينها ولسوف تبصر خندقا

سترى طريقك مستقيما واضحا
وترى سواك مغربا ومشرقا

فتحت لك البوابة الكبرى فما
نخشى وإن طال المدى أن تغلقا

إن طال درب السالكين إلى العلا
فعلى ضفاف المكرمات الملتقى

وهناك يظهر حين ينقشع الدجا
من كان خوانا وكان المشفقا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة