يا ليت شعري ما يخبئهُ غدي ؟
إني أروح مع الظنون و أغتدي !
وأجيل باصرتي بها وبصيرتي
أبغي الهدى فيها وما أنا مهتد !
حتى إذا لاح اليقينُ خلالهاد
أجفلتُ من وجه اليقين الأسود !
وأشحتُ عنه ولو أطقتُ دعوته
وطرحتُ عني حيرتي وترددي !
فكأنني الملاح تاهَ سفينه
ويخاف من شطّ مريب أجرد !
ماذا سيولد يوم تولدُ يا غدي
إني أحس بهول هذا المولـد !
سيصرّح الشك الدفينُ بمهجتي
فأبيتُ فاقد خير ما ملكت يدي !
ستروع من حولي عواطف لم تزل
تًضفي عليّ بعطفها المتودد
ستجف أزهار يفوح عبيرها
حولي ، وينفحني بها الأرج الندي
والمشعل الهادي سيخبو ضوءهُ
ويلفني الليل البهيمُ بمفردي !
ماذا تخلف يوم تذهبُ يا غدي ؟
لا شيء بعد الفقد للمتفقد
ستخلف الأيام قاعا صفصفاً
تذرو الرياح بها غبار الفدفد
لا مرتجى يُرجى ، ولا أسـف على
ماض يضيع كأنه لم يوجد !
أبدا ولا ذكرى تجدد ما انطوى
حتى التألم لا يعود بمشهدي !
رباهُ إني قد سئمتُ ترددي
فالآن ، فلتقدم بهولك يا غدي !
تعليقات
إرسال تعليق