هكذا علمتني الحياة 12

لا تسبتطئ وعد الله
ربما كان فيما تستعجل من الخلاص من الآلام والأمراض،
تعرض لمحنة أقسى،
وبلاء أشد؛
فلا تستبطئ وعد ربك بالرحمة؛
فإنه وعدك بما يراه هو رحمة لك،
لا بما تراه أنت رحمة،
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

كثيرا ما تلهفنا للحصول على أمور نحبها،
ثم تبين لنا فيما بعد أن فواتها كان محض الخير والفائدة لنا.

من أيقن بحكمة الله ورحمته رأى يد الله تقوده إلى كل خير، وتبعده عن كل أذى.

أكثر الناس يفرقون من أذى أجسامهم،
ولا يبالون بأذى أرواحهم وقلوبهم،
أيها الغافل تدبر:
إنما أنت بالروح والقلب والضمير،
لا باللحم والدم والعظم إنسان.

لذ بالقضاء والقدر كلما أعيتك الحيلة في الخلاص مما تكره؛
فحركات الأفلاك لا توقفها زفرات المحزونين.

من أنت أيها الإنسان! حتى تتبرم بالقدر، وتتسخط من الله، وتملي عليه شروطك؟

لو أعطي كل إنسان ما تمنى لأكل بعضنا بعضا.

واجتمع في بعض الزمان ملوك الأقاليم من الصين والهند وفارس والروم؛
وقالوا ينبغي أن يتكلم كل واحد منا بكلمة تدون عنه على غابر الدهر.

فقال ملك الصين: أنا على ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت.

وقال ملك الهند: عجبت لمن يتكلم بالكلمة فإن كانت له لم تنفعه، وإن كانت عليه أوبقته.

وقال ملك فارس: أنا إذا تكلمت بالكلمة ملكتني، وإذا لم أتكلم بها ملكتها.

وقال ملك الروم: ما ندمت على ما لم أتكلم به قط، ولقد ندمت على ما تكلمت به كثيرا.

والسكوت أحسن من الهذر الذي لا يرجع منه إلى نفع.
وأفضل ما استظل به الإنسان لسانه. 

اللهم ارزقنا قلوباً تتجلى بخشيتك و نعماً تدوم بفضلك ،و أرواحاً تهوى طاعتك ، و لساناً لا يمل من ذكرك ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة