هكذا علمتني الحياة 13
احترس
لا تشك مرضك إلا لطبيبك،
ولا تشك دهرك إلا لصديقك،
ولا تبح بسرك إلا لأخيك،
ولا تكشف عن فاقتك إلا لمن ينجدك،
ولا تبذل نصيحتك إلا لمن يستمعها،
ولا تقل كلمتك إلا أمام من يحترمها،
ولا تعرض على الناس رأيك إلا بعد أن تمحصه،
ولا تسفه لهم اتجاها إلا وأنت محب ناصح.
و لا يروعنك انخداع الناس بمن تعلم عنهم السوء،
فلا بد من أن يظهرهم الله للناس عراة ولو بعد حين.
[فائدة عظيمة]
اعلم أن من كان داؤه المعصية، فشفاؤه الطاعة،
ومن كان داؤه الغفلة، فشفاؤه اليقظة،
ومن كان داؤه كثرة الانشغال، فشفاؤه في تفريغ المال.
فمن تفرغ من هموم الدنيا قلبه، قل تعبه، وتوفر من العبادة نصيبه، واتصل إلي الله مسيره، وارتفع في الجنة مصيره، وتمكن من الذكر والفكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس الشيطان، وغوائل النفس.
ومن كثر في الدنيا همه، أظلم طريقه، ونصب بدنه، وضاع وقته، وتشتت شمله، وطاش عقله، وانعقد لسانه عن الذكر، لكثرة همومه وغمومه، وصار مقيد الجوارح عن الطاعة، من قلبه في كل واد شعبة، ومن عمره لكل شغل حصة.
فاستعذ بالله من فضول الأعمال والهموم فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشئوم، ومن فاته رضي مولاه فهو محروم، كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة، وانظر لو أن طبيبا نصرانيا نهاك عن شرب الماء البارد لأجل مرض في جسدك لأطعته في ترك ما نهاك عنه، وأنت تعلم أن الطبيب قد يصدق وقد يكذب وقد يصيب وقد يخطئ وقد ينصح وقد يغض، فما بالك لا تترك ما نهاك عنه أنصح الناصحين وأصدق القائلين وأوفي الواعدين لأجل مرض القلب الذي إذا لم تشف منه فأنت من أهلك الهالكين.
وينبغي للعاقل أن يكون لهواه متهما؛
ولا يقبل من كل أحد حديثا؛
ولا يتمادى في الخطأ إذا ظهر له خطؤه ولا يقدم على أمر حتى يتبين له الصواب، وتتضح له الحقيقة؛
ولا يكون كالرجل الذي يحيد عن الطريق، فيستمر على الضلال، فلا يزداد في السير إلا جهدا، وعن القصد إلا بعدا؛
وكالرجل الذي تقذى عينه فلا يزال يحكها، وربما كان ذلك الحك سببا لذهابها.
ويجب على العاقل أن يصدق بالقضاء والقدر، ويأخذ بالحزم، ويحب الناس ما يحب لنفسه، ولا يلتمس صلاح نفسه بفساد غيره.
ادام الله لكم الافراح دهورا ..
و البسكم من تقواه نورا ,,
ورزقكم الله الخير و السعاده و الحقكم بدار الحسنى و الزياده
طيب الله جمعتكم بذكره..
تعليقات
إرسال تعليق