هكذا علمتني الحياة 9

ثلاثة يضيعون الحق في ثلاثة مواطن:
مخلص يسكت عند قوم مبطلين،
وعالم يسكت بين قوم جاهلين،
ومنافق يتقرب إلى قوم ظالمين.
قال تعالى

(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[سورة البقرة 42]

ستة لا يرتجى منهم نصرة الحق أبدا:
قوي مغرور متسلط،
وشهواني سدت عليه الشهوة منافذ تفكيره،
ومبطل وجد له أتباعا يغرونه بالمضي في طريقه،
وعالم اتخذ من علمه وسيلة لتحقيق أطماعه،
ومتزهد اتخذ الزهد في الدنيا ستارا لحيازتها،
وطموح للشهرة اتخذ من مخالفة الحق سبيلا إليها.
قال تعالى

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
[سورة البقرة 146 - 147]

خمسة كتب لا تجد فيها الحق خالصا:
كتاب أراد مؤلفه أن يتفلسف وليس بفيلسوف،
وكتاب أراد مؤلفه أن يظهر بمظهر المتحررين في تفكيرهم، وهو يقلد آراء غيره تقليد الببغاء،
وكتاب أراد مؤلفه أن يكتب للجماهير ما يلذ لها دون ما يفيدها،
وكتاب أراد صاحبه أن يدون أحداث التاريخ وهو ممن أسهموا فيها،
وكتاب أراد صاحبه أن ينقد شخصا أو يتحدث عنه، وهو خصم له أو منافس أو حاسد.

قال تعالى
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
[سورة المائدة 48]

أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة:
قوي في ضعيف،
ومستبد في مضطهد،
ومتهالك على الشهرة فيمن ينافسه فيها،
وزوجة غاضبة في زوجها.

قال تعالى
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)
[سورة يونس 36]

من ليس له دين يردعه عن الكذب؛
لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى.
قال تعالى
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
[سورة يونس 90 - 91]

ومن لم ينصف ربه بطاعته له،
ولم ينصف نفسه بكفها عما يضرها،
ولم ينصف إخوانه بتقدير فضائلهم،
ولم ينصف الناس بتقدير ظروفهم،
لا يرتجى منه الإنصاف في الخصومات.
قال تعالى

(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
[سورة النجم 28]

وان من سمت نفسه عن مطامع الدنيا وشهواتها،
وجد الحق حلوا عذب المذاق،
من حيث يجده غيره مرا كريه المذاق.

قال تعالى
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
[سورة الحج 54]

وان من استعبده هواه لم يتحرر من الرق أبدا،
وهو مستعبد لأسخف الآلهة الكاذبة، وأشدها قوة وضراوة.
قال تعالى
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا)
[سورة الفرقان 43]

قال تعالى
(رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)
[سورة إبراهيم 38]

لا تكره أحدا مهما أخطأ في حقك ..
عش في بساطة مهما علا شأنك ..
توقع خيرا مهما كثر البلاء ..
اعط كثيرا ولو حرمت ..
لا تقطع دعائك لعزيز لديك ..
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لفعل الخير حتى نلقاه وهو راض عنا ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة