اللهم اجعل همنا رضاك
إن الأمور التي اختص بها الإنسان من بين سائر المخلوقات أربعة أشياء،
وهي جماع ما في العالم،
وهي الحكمة والعفة والعقل والعدل.
والعلم والأدب والروية داخلة في باب الحكمة.
والحلم والصبر والوقار داخلة في باب العقل.
والحياء والكرم والصيانة والأنفة داخلة في باب العفة.
والصدق والإحسان والمراقبة وحسن الخلق داخلة في باب العدل.
وهذه هي المحاسن، وأضدادها هي المساوئ.
فمتى كملت هذه في واحد لم تخرجه الزيادة في نعمة إلى سوء الحظ من دنياه ولا إلى نقص في عقباه،
ولم يتأسف على ما لم يعن التوفيق ببقائه،
ولم يحزنه ما تجري به المقادير في مآله.
فالحكمة كنز لا يفنى على إنفاق،
وذخيرة لا يضرب لها بالإملاق،
وحلة لا تخلق جدها،
ولذة لا تنصرم مدتها
وحكي أن أربعة من العلماء ضمهم مجلس الملك، فقال لهم:
ليتكلم كل بكلام يكون أصلا للأدب.
فقال أحدهم: أفضل خلة العلم السكوت.
وقال الثاني: إن من انفع الأشياء للإنسان أن يعرف قدر منزلته من عقله.
وقال الثالث: أنفع الأشياء للإنسان ألا يتكلم بما لا يعنيه.
وقال الرابع: أروح الأمور على الإنسان التسليم للمقادير.
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثرا جميلا،
وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم،
وكمستغن يحسن إليهم،
وكمسؤول يدافع عنهم،
وكطبيب يشفق عليهم،
ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم،
وكثعلب يمكر بعقولهم،
وكلص ينتظر غفلتهم؛
فإن حياتك من حياتهم،
وبقاءك ببقائهم،
ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم،
فلا تجمع عليك ميتتين،
ولا تؤلب عليك عالمين،
ولا تقدم نفسك لمحكمتين،
ولا تعرض نفسك لحسابين،
ولحساب الآخرة أشد وأنكى.
اخي المسلم
لآ تدري بـأيّ شيءٍ تدخل الجنّة !
بدمعةٍ ، ببسمةٍ ، بكلمةٍ طيبةٍ ، بصدقةٍ
بتلاوة آية ، بتسبيحةٍ ، أو بسلامة صدر
وأهل الهمم العالية يجمعونها
اللهم اجعل همنا رضاك.
تعليقات
إرسال تعليق