الوعد الشرقي
الوعد الشرقي
أيها القراء خبّروني، سألتكم بالله:
أي طبقة من الناس تفي بالموعد وتحرص عليه وتصدق فيه وتدقق في إنجازه؟ الموظفون؟ المشايخ؟ الأطباء؟ الخيّاطون والحذّاؤون؟ سائقو السيارات؟ مَن؟ مَن يا أيها القراء؟
يكون لك عند الموظف حاجة لا يحتمل قضاؤها خمس دقائق، فتجيئه وهو يشرب القهوة أو يقرأ الجريدة، أو يشغل نفسه بما لا طائل تحته، فيصعِّد فيك بصره ويصوبه ويقوّمك بعينه، فإن أنت لم تملأها ولم تدفعه إلى مساعدتك رغبة فيك أو رهبة منك
قال لك: ارجع غداً.
فترجع غداً،
فيرجئك إلى ما بعد غد ...
لا أعني موظفاً بعينه ولا عهداً بذاته، بل أصف داءً قديماً سرى فينا واستشرى، ودخل وتغلغل.
وإن كان أكثرهم لا يبالي _ الا من رحم الله _ ولو هجاه الحُطيئة أو جرير أو دعبل الخزاعي، بل إنهم ليفخرون بهذه البراعة في إخلاف المواعيد والتلاعب بالناس، ويعدونها مهارة وحذقاً!
فمتى يجيء اليوم الذي نتكلم فيه كلام الشرف، ونعد وعد الصدق، وتقوم حياتنا فيه على التواصي بالحق؟
لا يعد فيه المرشح وعداً إلا وفى به بعد أن يبلغ مقاعد البرلمان، ولا يقول الموظف لصاحب الحاجة: "إني سأقضيها لك" إلا إذا كان عازماً على قضائها، ولا الصانع بإنجاز العمل إلا إذا كان قادراً على إنجازه، والموظفون يأتون من أول وقت الدوام ويذهبون من آخره، والأطباء لا يفارقون المكان ساعات العيادة، والخياط لا يتعهد بخياطة عشرة أثواب إن كان لا يستطيع أن يخيط إلا تسعاً، وتمحى من قاموسنا هذه الأكاذيب.
تقول لأحد العمال : "أين معلمك؟ "، فيقول: "إنه هنا، سيحضر بعد دقيقة".
ويكون نائماً في الدار لا يحضر إلا بعد ساعتين.
ويقول لك الموظف: "من فضلك لحظة واحدة"، فتصير لحظته ساعة!
ومتى تقوم حياتنا على ضبط المواعيد وتحديدها تحديداً صادقاً دقيقاً، فلا يتأخر موعد افتتاح المدارس من يوم إلى يوم ويتكرر ذلك كل سنة.
إن إخلاف الموعد الصغير هو الذي جرّ إلى إخلاف هذا الموعد الكبير.
فلنأخذ مما كان درساً؛ فإن المصيبة إذا أفادت كانت نعمة.
ومتى صلحت أخلاقنا، وعاد لجوهرنا العربي صفاؤه وطهره، وغسلت عنه الأدران، استعدنا حقوقنا وأعدنا ملك الجدود.
فابدؤوا بإصلاح الأخلاق، فإنها أول الطريق.
قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)
[سورة اﻹسراء 34]
قال تعالى
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
[سورة البقرة 187]
قال تعالى
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)
[سورة البقرة 198]
قال تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)
[سورة النساء 103]
لقد حث الاسلام على ضبط الوقت واهتم به كثيرا
فما مواعيد الصلاة والصيام والزكاة والحج الا اكبر دليل على لك..فلا يجوز فيها تقديم او تاخير..
ولا يزال قوما يؤخرون الصلاة حتى يؤخرهم الله...
ربـــــنا
لا تجعلنا ممن ينساك وقت الرخاء
ولا يتذكرك إلا وقت الشدة .
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
وطيب جمعتكم بذكره وشكره.
# مع الناس
# معا نرتقي
تعليقات
إرسال تعليق