فلسفة الرزق
فلسفة الرزق أدقّ من أن تُدرَك وأبعد من أن تنال.
وانظر إلى الناس ترَ منهم الغوّاصين الذين جعل الله خبزهم وخبز عيالهم في قرارات البحار فلا يصلون إليه حتى ينزلوا إلى أعماق الماء، والطيارين الذين وضع خبزهم فوق السحاب فلا يبلغونه حتى يصعدوا إلى أعالي الفضاء، ومَن كان خبزه مخبوءاً في الصخر الأصمّ فلا يناله إلاّ بتكسير الصخر، ومَن رزقه في المناجم العميقة التي لا ترى وجه الشمس ولا بياض النهار، ومَن يأخذه بيده أو برجله أو بلسانه أو بعقله، ومَن لا يصل إلى الخبز إلاّ ببذل روحه وتعريض مهجته للهلاك، كلاعب (السِّرْك) الذي يترصّده الموت في كل مكان، فإن لم يدركه ساقطاً على رأسه أدركه وهو بين أنياب الأسد أو تحت أرجل الفيل!
اعلم -بعدُ- أن كل حال إلى زوال، فلا يفرحْ غني حتى يطغى ويبطر ولا ييأسْ فقير حتى يعصي ويكفر، فإنه لا فقر يدوم ولا يدوم غنى، وكم من رجال نشؤوا على فرش الحرير وشربوا بكؤوس الذهب، وورثوا كنوز المال، وأذلوا أعناق الرجال وتعبّدوا الأحرار، فما ماتوا حتى اشتهوا فراشاً من صوف يقي الجنب عَضَّ الأرض ورغيفاً من خبز يحمي البطن من قرص الجوع.
وآخرون قاسوا المِحَن والبلايا وذاقوا الألم والحرمان وطووا الليالي بلا طعام، فما ماتوا حتى ازدحمت عليهم النعم وتكاثرت الخيرات، وصاروا من سُراة الناس.
وهل في الدنيا غني لم يكن -يوماً- أو لم يكن أبوه أو جدّه فقيراً؟ وكم في الدنيا من فقير صار أو صار ولده أو حفيده ربّ الملايين!
فلا ييأس أحد؛ فربما صار ابنُ فرّاش المحكمة رئيسَها وصار ابنُ الرئيس فرّاشها، وغدا ولد صاحب الأرض فلاحاً يشتغل بطعام يومه.
وإنما هي الأيام يداولها الله بين الناس، ككرة الملعب: ما تكون بيدك إلاّ ريثما تنتقل إلى غيرك. والعمر كله ماضٍ، فهل يبقى لك المال إن ذهبت الحياة؟
وسيسوّي الموت بين الأحياء جميعاً: الغني والفقير في نظر الدود سواء، والمالك والأجير، والصعلوك والأمير، والكبير والصغير؛ كلهم يصير إلى البلى والانحلال، ثم يلقى السعادة الدائمة أو الشقاء الخالد.
قم في المقبرة تَلْقَ قبراً يشمخ بأنفه كِبراً على القبور، يُزْهى بالرخام المجزَّع المنقوش ويضحك بالزهر والورد، وآخر متعثراً بالطين يئن تحت أقدام السائرين، وقبراً ثالثاً قد مات كما مات من فيه فعاد القبر تراباً في الأرض... تتفاوت المظاهر ولكن اتحدت البواطن، فما فيها كلها إلاّ رمم بالية وعظام نخرة، لا تختلف رمة عن رمة ولا عظام عن عظام، ولا تميز جمجمة الملك من جمجمة الصعلوك ولا ساق القاضي الذي حكم من ساق المجرم الذي حُكِمَ، وما ردَّ قبرٌ الحياةَ على ميت ولو كان قبر الإمبراطورة شاهجهان (تاج محل ).
ما يبقى للميت إلاّ الذكر في الدنيا والعمل للآخرة.
وما الذكر -إن حققت- وما الشهرة إلاّ خدعة كبرى ليس وراءها شيء، سراب.
والعمل الصالح هو وحده الباقي. .
قُل الحمدلله لينعم قلبك بالرضا و ينشرح صدرك باليقين.
الحمدلله دائما و ابدا..
الحمدلله على كل حال..
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
# مع الناس
# معا نرتقي
بارككم الله ووفقكم لما يحبه ويرضاه
ردحذفوزادكم علما ونفع بكم واعطاكم
من فضله العظيم وحفظكم بحفظه
العظيم دائما ابدااااااا يارب آآمين🤲🌸