مرت سنة....
الحياة مدرسة...
ها هو العام الهجري قد انقضى؛ فماذا صنعنا فيه وماذا أنجزنا؟!.
وهل استفدنا من هذه الدورة لمدة عام كامل في مدرسة الحياة، وهل علمنا أن الحياة مدرسة!.
إن الحياة كلها مدرسة، أو هكذا يجب أن تكون.
والأوقات والأحوال والظروف التي يمر بها الإنسان، أو تمر به، كلها فصول دراسية، يتلقى فيها الإنسان العاقل-ولاسيما المسلم-دروسا بليغة مفيدة إذا كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!.
وهذه الدروس متنوعة:
- فمنها دروس ناطقة.
- ومنها دروس صامتة، متحركة أو جامدة.
- ومنها أوقات فارغة تنتظر منك أن تملأها بالنافع المفيد من العلم النافع والعمل الصالح.
ولكن الناس وإن دخلوا جميعا هذه المدرسة إلا أنهم لم يرضوا أن يكونوا جميعا تلاميذ يشاهدون دروس مدرسة الحياة، ويستمعون إليها، ويعنون بفهمها واستيعابها، ويعدون لامتحانها العدة سعيا إلى النجاح والفلاح، بل انقسم الناس إلى قسمين:
قسم أراد أن يكون من هذا الصنف الذي يتلقى دروس الحياة برغبة وعناية.
وقسم لم يرضوا بالإقبال على دروس مدرسة الحياة، بل لعلهم لم ينتبهوا أصلا إلى تلك الدروس وإن كانوا في الواقع يسكنون داخل مدرسة الحياة!!.
فيا لله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وهؤلاء!.
وما أعظم الفرق بين أناس وأناس!.
وما أعظم الفرق بين قلوب وقلوب!.
ولله في خلقه شؤون، وإنا لله وإنا إليه راجعون!.
وها هو العام الهجري قد انقضى؛ فهل حاسبنا أو حاسب الإنسان نفسه على عام كامل ماذا صنع فيه وماذا أنجز من العمل المفيد؟
وكم أخطأ وكم أصاب؟
وما الذي حفظه وما الذي أضاعه من عام كامل؟
اثنى عشر شهرا ما الذي استثمرناه منها وما الذي أضعناه؟
وما نسبة الضائع من هذا الوقت الطويل؟.
أتدري أيها الأخ الكريم ما طول هذا الوقت؟!
إنه طويل جدا؛ فهذه اثنى عشر شهرا تساوي: "٣٦٠ يوما" ثلاث مئة وستين يوما.
والثلاث مئة وستون يوما هذه فيها: "٨٦٤٠ ساعة" ثمانية آلاف وست مئة وأربعون ساعة!.
وهذه الساعات فيها: "٥١٨٤٠٠ دقيقة" خمس مئة وثماني عشرة ألف دقيقة وأربع مئة دقيقة!.
ففي أي شيء قضيت هذه المدة الطويلة؟!.
وهل تظن أيها الأخ أنك غير محاسب على هذا الوقت؟!.
وإذا كان هذا بالنسبة لعام واحد؛ فما بالك بأعوام وأعوام يا أخا الإسلام؟!.
وهل أدركت أن هذا الوقت الطويل قد تكون من الثواني والدقائق؛ فلا ينبغي أن تضيع هذه الثواني والدقائق؛ لكي لا يضيع منك العام كله والعمر كله!.
وهل تعلم أن هذا الوقت هو الذي استثمره الجادون فتقدموا وقدموا لمجتمعهم الخير والأعمال النافعة الجليلة؛ فكانوا سببا في تقدم أمتهم.
وأن هذا الوقت هو الذي أهدره المستهترون أو قضوه في الضار بهم وبمجتمعاتهم فتأخروا وأخروا أمتهم! فاختر أي الفريقين تكون. والله المستعان.
*قال أحدهم: تعال معي إلى البيت لأريك أن عندي كتبا.
قلت له: ليس المهم أن تكون عندك كتب، ولكن المهم أن تكون أنت عند الكتب!.
"١" هذا الموضوع منقول من: "وسائل وطرق مشروعة لإطالة العمر"، للمؤلف عبدالله الرحيلي.
Telegram.me/alomariali
تعليقات
إرسال تعليق