أنا والكلمة وأنت
لطائف من الطوائف(خواطر_علي_العمري):
أنا والكلمة وأنت!
أن للنفس الإنسانية خواطرها وخطراتها الطيبة، وخواطرها وخطراتها السيئة، لا محالة-حاشا الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام-.
لكن مهمة الإنسان أن يحافظ على الخواطر الخيرة، ويستكثر منها، ويحقهها في حياته ما استطاع، وأن يطرد الخواطر السيئة ويستغفر منها، وأن لا يتبعها؛ فيضل ويضل، ويهلك ويهلك.
فأنا والكلمة وأنت!
أما أنا فلعلك تعرفني.
وأما أنت فأخي، أو أخي في الله، أو صديقي، أو لعلك ابني
" بل لو كنت عدوي فإنني، والله، لا أكره له النصيحة. ".
يسرك ما يسرني، ويحزنك ما يحزنني.
وأما كلمتي فجزء مني.
خرجت من قلبي.
أحرقت بعضي.
ورضيت بهذا؛ لأنك عزيز علي.
كلمتي قبل أن أقولها نار في صدري!.
إنها تحرقني!.
إنها تؤرقني!.
إنها تتعبني!.
حتى أقولها لك صادقا.
إنها نصحي ونصيحتي لك أيها العزيز.
إنها كلمة دفعت ثمنها راضيا!.
أتدري ما ثمنها؟.
إنه موت بعضي!.
موت بعض وقتي!.
موت بعض خلايا جسمي!.
لكن رضيت واخترت أن أقولها لك.
قلتها لك ولسان حالي يقول:
لا بأس أن يموت بعضي ليحيا بعضي!.
فأما بعضي الذي يموت فهو وقتي وخلايا جسمي!.
وأما بعضي الذي يحيا فهو أنت" وقد جاء في الحديث: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ... ".
إن أنت قبلت كلمتي.
وإن لم تقبل، فإنني ألتمس من ورائها أجرا، ولست آسفا؛ لأن الموت لابد منه؛ فليكن في طريق واضح.
فهل تقبل أيها العزيز؛ فتعوضني عن موت بعضي بحياة بعضي أم تزيدني موتا بموت؟!.
وقيمة الكلمة في صدقها.
وقيمة الكلمة في الإخلاص من ورائها.
وكم كلمة أحيت، وكم كلمة أماتت!.
وكم كلمة هدت، وكم كلمة أضلت!.
ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من رضوان الله، ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من سخط الله؛ وقد جاء في الحديث: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم" البخاري، ٦٤٧٨، الرقاق.
فتعال معي -أيها القاريء العزيز-نتوخى كلمة صادقة، وكلمة مخلصة، أو كلمة مروحة عن النفس من غير إثم، بإذن الله تعالى.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
من لم تحكمه الفضائل حكمته الرذائل!.
وأنا أعلم أن العصمة ليست لأحد بعد الرسل والأنبياء؛ فلا بد أن يكون الخطأ في شيء من كلامي، فلست أدعي العصمة من أوهامي، لكنني اجتهدت في التصويب وقصد الصواب، وما بقي من بعد ذلك فلن يخفى على أولي الألباب.
*من كتاب كلمات في مناسبات
عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
Telegram.me/alomariali
تعليقات
إرسال تعليق