مقتطفات من الحكم
تأمل/
مقصوص الجناح بين الطيور، حبيس الأقدار عن تحليق الأطيار، ولعله كان أسرعها طيرانا.
تواضع/
إذا مشيت في طريق معبدة، فاذكر فضل الذين تعبوا قبلك في تعبيدها، قبل أن تفاخر بسبقك من سار معك فيها، فلولا أولئك ما سبقت هؤلاء.
تذكر/
أقبح أنواع النسيان،
نسيان المشهور تاريخه يوم كان مغمورا،
ونسيان التائب ماضيه يوم كان عاصيا،
ونسيان العالم أن الله وهبه الفهم والعلم وسيسأله عنهما،
ونسيان المظلوم آلام الظلم بعد أن يصبح منتصرا،
ونسيان الطالب الناجح فضل من كانوا سببا في نجاحه،
ونسيان الداعية فضل الذين سبقوه أو ساروا معه،
ونسيان الفضل لكل ذي فضل مهما كان دقيقا.
الأقدار/
الأقدار أوسع نظرا منك، فلا تتحير معها.
وأرحم منك، فلا تتهمها.
وأحكم منك، فلا تستجهلها، وأقوى منك، فلا تعاندها.
وأسرع منك، فلا تسابقها.
وزع حبك على الناس، ووزع سخطك على الظالمين؛ فإن الله يحب الذين يحبون عباده، ويكره الذين يوالون أعداءه.
ملكنا هذه الدنيا قرونا
وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء
فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات
غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما
رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس
نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي
بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا
فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتـ
ى مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي
وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر
سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني
أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا
يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا
كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات
فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة
يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليال
ي ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما
وقد ملأوا نواديهم سجونا
وما عرفوا الأغاني مائعات
ولكن العلا صنعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالا
وعلما، لا بأجزلهم عيونا
فيتحدون أخلاقا عذابا
ويأتلفون مجتمعا رزينا
فما عرف الخلاعة في بنات
ولا عرف التخنث في بنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر
خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي
شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى
فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من آماني كاذبات
فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نور
وقووا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي
وأبني المجد مؤتلقاً مكينا
تعليقات
إرسال تعليق