من صروف الزمان
قد كان يقال: إن من العجب أن يطلب الرجل رضا صاحبه ولا يرضى.
وأعجب من ذلك أن يلتمس رضاه فيسخط.
فإذا كانت الموجدة عن علة، كان الرضا موجودا والعفو مأمولا.
وإذا كانت عن غير علة، انقطع الرجاء: لأن العلة إذا كانت المودة في ورودها، كان الرضا مأمولا في صدورها.
وإن الضرس لا يزال متآكلا، ولا يزال صاحبه منه في ألم وأذى حتى يفارقه.
ولا خير في القول إلا مع العمل، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع النية، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الحياة إلا مع الصحة، ولا في الأمن إلا مع السرور.
واعلم أن الأدب يذهب عن العاقل الطيش، ويزيد الأحمق طيشا؛ كما أن النهار يزيد كل ذي بصر نظرا، ويزيد الخفاش سوء النظر.
وإنما ضربت لك هذه المثل لتعلم أنك إذا غدرت بصاحبك فلا شك أنك بمن سواه أغدر؛ وأنه إذا صاحب أحد صاحبا وغدر بمن سواه فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضع: فلا شيء أضيع من مودة تمنح من لا وفاء له، وحباء يصطنع عند من لا شكر له، وأدب يحمل إلى من لا يتأدب به ولا يسمعه، وسر يستودع من لا يحفظه؛
فإن صحبة الأشرار ربما أورثت صاحبها سوء الظن بالأخيار
وإن صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر: كالريح إذا مرت بالطيب حملت طيبا، وإذا مرت بالنتن حملت نتنا...
وقد طال وثقل كلامي عليكم.
لكن بعض الطرق نسُلكها : وَ نحن علىَ يقين أن نهايتها مؤلمہ ،لسنا أغبياء / لكنّ نحن بِ أمس الحاجہ لِ سَعادتها المُؤقتہ
طيب الله جمعتكم بذكره وشكره...
تعليقات
إرسال تعليق