قطوف للعقول
مدخل/
اعتقاد الحق ولو عن تقليد معرفة، وإنكار الحق ولو عن تفكير جهالة.
أن الإعراض عن الحق مع نصوع برهانه صنيع الغافلين، والسكوت عن الحق مع القدرة على بيانه صنيع الشياطين، والاستعلاء على الحق مع تطاول بنيانه صنيع المغرورين،
والاستخفاف بالحق مع كثرة أعوانه صنيع المستبدين الهالكين.
ومن ذاق طعم الحق استسهل في سبيله الصعاب.
ومن غرس الأشواك صعب عليه اقتلاعها.
فصل/
ولتعرف خمسة لا يفلحون أبدا:
طاغية جاهل كذاب،
وولد عاق لوالديه،
ومغرور مبتلى بحب الشهرة،
وحقود حسود جحود،
ومتزهد اتخذ الزهد شباكا.
فصل/
وأربعة لا يخفقون أبدا:
مكافح حدد هدفه وسلك الطريق الصحيح إليه،
ومتفائل أعد للحياة عدتها،
وعامل أتقن عمله وأحسن دعايته،
وطالب علم مجتهد ذو ذكاء واستقامة.
فائده/
الأخلاق أولا ثم العلم والكفاءة، هذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير.
قاعدة/
لا تنجح الدعوات إلا حين يكون لها من القادة المتعاونين الأكفاء، ما يكون على قدر الحاجة إليهم، والظروف المحيطة بهم.
تتمه/
أن الحس كالنور،
إن أطلقته أضاء لك ما حولك فرأيت ما تحب وما تكره،
وإن حجبته حجب الأشياء عنك، فأنت لا تسمع أصوات الشارع مع أنها أشد وأقوى وتسمع همس الدار وهو أضعف وأخفت،
لأنك وجهت إلى هذا حسك وأغفلت ذلك وأخرجته من نفسك فلم تسمعه على شدته،
وخفي عنك كما تختفي في الظلام عظائم الموجودات.
نصيحة/
فلماذا لا تصرف حسك عن كل مكروه؟ إنه ليس كل ألم يدخل قلبك، ولكن ما أدخلته أنت برضاك وقبلته باختيارك، كما يدخل الملك العدو قلعته بثغرة يتركها في سورها! فلماذا لا نقوي نفوسنا حتى نتخذ منها سورا دون الآلام؟
حقيقية/
إن الصحة والوقت والعقل، كل ذلك مال، وكل ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد.
وملاك الأمر كله ورأسه الإيمان.
الإيمان يشبع الجائع،
ويدفئ المقرور،
ويغني الفقير،
ويسلي المحزون،
ويقوي الضعيف،
ويسخي الشحيح،
ويجعل للإنسان من وحشته أنسا ومن خيبته نجاحا.
وأن تنظر إلى من هو دونك، فإنك -مهما قل مرتبك وساءت حالك- أحسن من آلاف البشر ممن لا يقل عنك فهما وعلما وحسبا ونسبا، بل أنت أحسن عيشة من عبد الملك بن مروان وهارون الرشيد، وقد كانا ملكي الأرض،
فقد كانت لعبد الملك ضرس منخورة تؤلمه حتى ما ينام منها الليل، فلم يكن يجد طبيبا يحشوها ويلبسها، وأنت لا تؤلمك ضرسك حتى يقوم في خدمتك الطبيب.
وكان الرشيد يسهر على الشموع ويركب الدواب والمحامل، وأنت تسهر على الكهرباء وتركب السيارة، وكانا يرحلان من دمشق إلى مكة في شهر وأنت ترحل في أيام أو ساعات!
فيا أيها القراء: إنكم سعداء ولكن لا تدرون، سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها، سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها، سعداء إن سددتم آذانكم عن صوت الاحزان ولم تطلبوا المستحيل فتحاولوا سد فمه عنكم، سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم.
سعداء إن كانت أفكاركم دائما مع الله، فشكرتم كل نعمة وصبرتم على كل بلية، فكنتم رابحين في الحالين ناجحين في الحياتين.
خاتمة/
اللهم أخرج من أصلاب هذه الأمة رجالا صادقين مخلصين يقولون الحق وبه يعدلون.
اللهم انصر من نصر الدين، واجعلنا من أنصاره.
اللهم أقم دولة الإسلام في كل مكان، وارزقنا اللهم فيها العزة والقوة والمنعة تحت لا إله إلا الله محمد رسول الله.
اللهم انصر دينك وكتابك وأولياءك، إنك سميع مجيب الدعوات.
تعليقات
إرسال تعليق