نداء الى العابدين
نداء
أيها العابدون لله!
لقد سلكتم طريق الأحرار، والعبيد من سلكوا غير طريقكم.
أيها الخاشعون لله! لقد أدركتم عظمة خالقكم، فما أروع خشوعكم!
وما أوسع مدارككم!.
أيها المراقبون لله!
لقد امتدت آفاق أنظاركم إلى هذا الكون العظيم فلم تجدوا فيه غير ربكم.
أيها المدلهون بالله!
إن سمو الحب بسمو المحبوب، وقد أحببتم مبدع الكون ومصدر الجمال والجلال والكمال، فأي حب أسمى من حبكم؟
وأي محبوب يستحق التذلل له والعبودية والطاعة مثل محبوبكم؟
أيها الواصلون إلى الله!
لقد خففتم زادكم من الدنيا، وأثقلتم زادكم من التقوى،
وصدقتم في الرغبة،
وأخلصتم في النية،
وأسرعتم في العمل،
فمهد لكم طريق الوصول إليه فوصلتم،
فما أروع جهادكم،
وما أكرم ثوابكم!
أيها العارفون بالله!
إن شرف العلم بشرف المعلوم،
وقد غبتم عن أنفسكم،
وزهدتم في دنياكم،
وسكلتم طريقاً لا ييسره إلا للصادقين في معرفته،
فلما وصلتم شهدتم وشاهدتم،
ولزمتم واستقمتم،
فقربكم إليه،
وأزال عنكم حجب التعرف عليه،
فاكتسبتم من عظمته ما صرتم به في الدنيا عظماء،
وامتلأتم من هيبته ما ملأ قلوب الناس هيبة منكم،
وعرفتم من إبداعه وكماله وجلاله ما ملأ قلوبكم علماً وتعظيماً،
فأي مقام أعلى من مقامكم الذي وصلتم إليه؟
وأي شرف أشرف من تعرفكم عليه؟
وأي سعادة أسعد مما أنتم فيه؟
وأي أمل أنبل من أمل الوصول إليه حيث وصلتم،
والذواق من حيث ذقتم،
والأنس مع من أنستم؟
هنيئاً لكم .. ويا شوقاه!.
" يحبهم ويحبونه"
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[سورة المائدة 54]
صدق الله العظيم
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
# هكذا علمتني الحياة
# معا نرتقي
تعليقات
إرسال تعليق