مفهوم الأخلاق في الاتجاه الاسلامي 1

مفهوم الأخلاق في الاتجاه الإسلامي.
مفهوم علم الأخلاق الإسلامية؛ هو علم الخير والشر والحسن والقبح، وهو واحد من العلوم الإسلامية التي تقوم على مصادر المعرفة الإسلامية منها القرآن والسنة والمصادر التشريعية الأخرى، والدليل على ذلك كثير في القرآن والسنة؛
إذ جاءت كثير من الآيات والأحاديث تبين أين الخير والشر وأين الحسن والقبح، وتعرفها أحيانا بالمعروف وأخرى بالمنكر والنفع والضر، وسوف نذكر لذلك كله دليلا من الآيات والأحاديث فيما بعد.

بعد هذا تبقى نقطة أخرى في المفهوم المحدد سابق، وهي أن الأخلاق تنظم الحياة من الناحية العملية من أجل الحياة الخيرة مع الغير أيا كان هذا الغير إنسانا كان أم حيوانا أو غير حيوان من حيث ما ينبغي أن يكون عليه هذا السلوك كسلوك إنساني تجاه الغير، وذلك بناء على مكانته في الكون ومسئولياته التي يجب أن ينهض بها، وبناء على ما وضع له خالقه من أهداف في هذه الحياة.

هذا جانب من مفهوم الأخلاق في الإسلام، وهناك جانب آخر وهو تكامل الجانب النظري مع الجانب العملي منه، ثم إن هناك شيئا آخر هاما لا بد من ملاحظته وهو أن النظام الأخلاقي ليس جزءا من نظام الإسلام العام، بل إن الأخلاق هو جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع جوانبه، فالنظام الإسلامي عموما مبني على فلسفته الخلقية أساسا.

ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" ، فقد قصر الرسول أهداف رسالته في هذا الحديث على الأخلاق، وأنه جاء ليتم البناء الأخلاقي الذي بدأت الرسالات السابقة به، كما قال في حديث آخر: "مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون: لولا موضع اللبنة، فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء" .

إذن فهدف الرسالات الإلهية كلها هدف أخلاقي أيضا؛ لأنها تستهدف إرشاد الإنسان إلى طريق الخير وإبعاده عن الشر في الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة، وهذا هو موضوع الأخلاق كما بينا سابقا.

ولهذا قال الرسول: "الدين حسن الخلق" ، وكانت عائشة تفهم هذا المعنى من الدين الإسلامي، ولهذا فهي عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت: "كان خلقه القرآن"، يؤيد ذلك قول الرسول أيضا: "إن أحسن الناس خلقا أحسنهم دينا" وقوله كذلك: "الإسلام حسن الخلق" .

وقال الرسول: "ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن" ، وروي عنه أنه قال: "حسن الخلق خلق الله الأعظم"، وعندما سئل الرسول أي الإسلام أفضل قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده "، وجاء في تفسير القرطبي وابن كثير في قوله تعالى:

(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
[سورة القلم 4]

أي: على دين فيه أخلاق عظيمة ولأن الدين عبارة عن واجبات نحو الله تعالى ونحو الإنسان نفسه وغيره، وواجباته نحو المخلوقات الحية الأخرى، وإذا علمنا أن الله لم يصف أحدا من الأنبياء بالخلق العظيم وإنما وصفهم بأوصاف مثل: رشيد وصالح وحليم وما إلى ذلك، علمنا السر في ذلك.
(أخوة الإيمان للحديث بقية انتظرونا.....يتبع) 

▪من أسباب السعادة أن يكون لديك عيناً ترى الأجمل وقلباً يغفر الأسوأ وعقلاً يفكر بالأفضل وروحاً يملأها الأمل

اسعد الله اوقاتكم بكل خير
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين
#علم_الأخلاق_الإسلامية
#معا_نرتقي_علي_العمري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة