الأمن الخارجي في الاتجاه الاسلامي
الأمن الخارجي
تحقيق الأمن الخارجي إن النظام الأخلاقي الذي وضعه الإسلام يكفل للفرد الأمن الخارجي.
ذلك أن هذا النظام أوجب احترام الفرد في حريته وممارسة حقوقه الطبيعية، وحرم القتل والغصب والسرقة والاعتداء على الأعراض، وإلى جانب هذا دعا الناس إلى التبشير بالخير والنهي عن التشاؤم فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "بشروا ولا تنفروا" (التاج جـ١ - كتاب العلم ٧١)
وقال أيضا: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني من الفأل الصالح الكلمة الطيبة" (فتح الباري بشرح البخاري جـ١٢ ص ٣٢٤)
وقال "سوء الخلق شؤم"
(مسند الإمام أحمد جـ١ ص ١٣٠)
وذلك ليعيش الناس في ضياء من التفاؤل بخير الحياة، كما أمر بالتعاون والتراحم واحترام مشاعر الناس وإحساساتهم الأدبية ليجد الناس الاستقرار والطمأنينة والأمن في معاملاتهم وفي حياتهم، ثم لم يكتف بوضع النظام بل أقام حكومة لتنفيذ هذا النظام وجعل الحكام مسئولين عن ذلك.
ولتحقيق الصحة الكاملة أمر الإسلام بثلاثة أمور:
الأمر الأول: الوقاية من الأمراض، وذلك بالأمر بمراعاة النظافة والطهارة
في كل شيء؛ لأن أغلب الأمراض تأتي -كما يقول الأطباء- نتيجة عدم الاعتناء بالنظافة.
وقال: "الطهور شطر الإيمان"، وأمر بتغطية الأطعمة والآنية من التلوث بالجراثيم، فقال: "أوكوا قربكم"، وفي رواية "خمروا الطعام والشراب"
كما أمر بالابتعاد عن الأمراض المعدية والأماكن الموبوءة فقال: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها"
وقال: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد"
وقال أيضا: "لا يورد ممرض على مصح" (شرح العسقلاني على البخاري جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٦٧)
هنا نرى الرسول يأمر بعملية الحصار للمرض المعدي إذا أصاب فردا، أو بلدا كما تفعل الدول اليوم عندما ينتشر مرض معد في بلد ما مثل: منع التنقل بين هذا البلد والبلاد الأخرى، ومنع الأفراد المصابين بمثل تلك الأمراض من الاتصال بغيرهم.
غير أنه ينبغي ألا نغفل هنا الإشارة إلى بعض النصوص الأخرى التي تفيد إنكار الرسول العدوى مثل: حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة" (فتح الباري جـ١٢، كتاب الطب ص ٢٦٤)
ومناقشته مع الأعرابي في مسألة تعدي الجذام من بعير إلى آخر، وأكله -صلى الله عليه وسلم- مع المجذوم ( فتح الباري كتاب المرض والطب جـ١٢ ص ٢٦٥)
ولقد وقع هنا خلاف طويل بين العلماء، إلا أن الرأي الراجح عندي والله اعلم هو الرأي القائل بأن حديث "لا عدوى" عام، والأحاديث التي تفيد العدوى خاصة، وهذا صحيح؛ لأنه ليس كل الأمراض معدية، كما أن أكل الرسول مع المجذوم ومناقشته مع الأعرابي يوحيان بأن الرسول أراد أن يثبت أن العدوى لا تحصل إلا بإرادة الله، فهو لا يريد أن يلغي إرادة الله مع وجود الأسباب، لكن مع ذلك أمرنا باتخاذ الأسباب بصفة عامة لتحقيق الأهداف، اتباعا لقوله تعالى:
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)
[سورة الكهف 84]
صدق الله العظيم
الأمر الثاني: تحقيق المطالب الأساسية في الطبيعة الإنسانية بحكمة واعتدال( هذا ما سنتحدث عنه في المرة القادمة بإذن الله.....انتظرونا)
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم امين
▪هناك أشخاص تتمنى لو أنك وجدتهم مبكرا في حياتك ..كي يدخل أثرهم المتوهّج في تكوينك..لكننا للأسف دائماً نصل متأخرين...
#علم_الأخلاق_الإسلامية
#معا_نرتقي_علي_العمري
تعليقات
إرسال تعليق