غاية الأخلاق 4( الاتجاه المادي)

ج- الاتجاه المادي:
يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السعاة هي: التي يشعر بها الإنسان نتيجة إشباع دوافعه الطبيعية وغرائزه الحسية.

وقد تطور هذا الاتجاه وأخذ صورا مختلفة على هيئة مذاهب خاصة منها:
مذهب القورينائية أتباع "أرستبوس" تلميذ سقراط، وقد فسروا السعادة التي نشدها سقراط باللذة الحسية، واهتموا باللذات العاجلة بدلا من الآجلة، ونشدوا إشباع الدوافع في حينها، وأوصوا بعدم تأخيرها؛

لأنه يؤدي إلى الشعور بالحرمان والكآبة، وهذا شقاء نفسي، ولهذا تجب المسارعة في طلب اللذات، ولا حياء ولا خجل في طلب اللذات في أية صورة كانت وبأية طريقة تيسرت.

ومنها مذهب الأبيقورية أتباع أبيقور، وقد توسع هؤلاء في مفهوم اللذة فضمنوها اللذات الحسية والعقلية واللذات العاجلة والآجلة المستمرة، بل آثروا الآخرة على الأولى، ولا سيما إذا كان يعقبها ألم ومشقة، ومهما كان من أمر فإن الغالب على هذا المذهب هو الطابع الحسي والاهتمام الزائد باللذات الحسية كسابقه.

ومنها مذهب المنفعة التطوري الذي يمثله "هربرت سبنسر" و"لسلي ستيفن" ويرى هذا المذهب

أن الحياة السعيدة تكون في التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع وهي الفضيلة، وبقدر ما يزيد مقدار هذا التكيف يزيد مقدار لذة الفرد وخاصة اللذة النفسية، والإنسان يسعى إلى هذا التكيف بالطبيعة؛
لأنه حاجة بيولوجية لا لمجرد مصلحة مصطنعة أو عقد اجتماعي كما يدعي البعض، وهذا التكيف الذي يسعى إليه الإنسان بالطبيعة لم يكتمل بعد، وسوف يكتمل فيما بعد؛ لأن الحياة بطبيعتها متطورة، وهي سائرة نحو الحياة الإنسانية المثالية.
#علم_الأخلاق_الإسلامية
#معا_نرتقي_علي_العمري 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة