اتجاه الإسلام في غاية الأخلاق
غاية الأخلاق
تطرقنا في ما سبق الى
اولا: الاتجاهات العامة لغاية الأخلاق.
مدخل
الاتجاه الروحي
الاتجاه العقلي
الاتجاه المادي
ثانيا: اتجاه الإسلام في غاية الأخلاق:
(وهو موضوعنا اليوم)
قلنا فيما مضى:
إن نظام الإسلام لحياة الإنسان نظام خلقي في جوهره، ومقاصده، فما الهدف الذي كان يرمي إليه الإسلام من وضع هذا النظام؟
عندما ندرس الإسلام من جميع النواحي نجد تصريحات حينا وتلميحات حينا آخر، إلى أن هذا النظام وضع من أجل خير الإنسان، وتحقيق السعادة له، لا في هذه الحياة فقط بل في الحياة الآخرة أيضا.
ونجد أيضا أن حقيقة السعادة في هذه الحياة هي الشعور والإحساس الدائم للمرء بالبهجة والأريحية والطمأنينة نتيجة إحساسه بخيرية الذات وخيرية الحياة وخيرية المصير.
وليتحقق العنصر الأول وهو الإحساس بخيرية الذات لا بد من صحة العقيدة وصحة العقل وصحة النفس.
والدليل على صحة العقيدة أن تبرر نفسها بنفسها بالبراهين العقلية الواضحة، والدليل على صحة العقل التمييز بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة وبين النافع والضار، وهذا يكون بالمعرفة والعلم والحكمة.
والدليل على صحة النفس الشعور بالصحة النفسية والشعور بالأمن والطمأنينة، ولكي يتحقق هذا الأمن لا بد من توافر الأمن الخارجي وذلك متوقف على النظام العام للحياة، ولا بد من توافر الأمن الداخلي أيضا، وذلك إنما يتحقق بالتوفيق بين تلك العقيدة التي يؤمن بها، وبين السلوك في الحياة، ثم بينهما وبين الأهداف التي يريد الإنسان تحقيقها في الحياة.
فلا بد من أن يكون بين هذه الأمور انسجام وتوافق وتناسق ليشعر بالأمن، قال تعالى:
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
[سورة اﻷنعام 82]
ولكي يتحقق العنصر الثاني وهو:
الشعور بخيرية الحياة لا بد من توافر الشروط الآتية:
الأول: الشعور بخيرية الذات
والثاني: السلامة من الأمراض
والثالث والأخير: تحقيق مطالب الإنسان الأولية وأن يكون ذلك بالحكمة.
وأما العنصر الثالث: فإن تحققه يتوقف على تحقيق العنصرين السابقين، ذلك أن الإنسان لا يشعر بخيرية مصيره إلا إذا رسخت العقيدة الصحيحة في قلبه وإلا إذا عمل بمقتضى هذه العقيدة، وإلا إذا كانت الأهداف التي حددها لنفسه في حياته متلائمة مع هذه العقيدة من جهة ومع إمكانات طبيعته البشرية من جهة اخرى..
يقول أفلاطون: "إن النفس تجد طمأنينية تامة وقوة، أيما قوة، عندما تتفق إحساساتها وأعمالها فتغتبط بأنه ليس لها أن تعود باللائمة على نفسها في فكرة أو عمل ظالم في حق الله أو في حق الناس".
وتحقيقا لذلك فقد جاء الإسلام بعقيدة سليمة، برهن على صدقها وصحتها ببراهين عقلية واضحة لا يشك في صحتها وسلامتها إلا المكابر أو ضعيف العقل، وقد فسر بها الإنسان ألغاز هذا الوجود ومعضلاته التي لولاها لما كان له أن يحيط بكنهها تماما، وأن يطمئن إليه بقلبه وجنانه.
ثم جاء بنظام عام للحياة الإنسانية، حدد فيه سلوك الإنسان تفصيلا فيما ينبغي تفصيله، ومجملا ينبغي إجماله، وقد راعى في هذا وذاك طبيعة هذا الوجود بوجه عام وطبيعة الإنسان بوجه خاص، كما حدد مركزه ومصيره والأهداف التي ينبغي أن يسعى إلى تحقيقها، وقد ربط في كل ذلك بين العقيدة وواقع الإنسان وسلوكه في هذه الحياة، ومصيره فيما بعد هذه الحياة، وكل ذلك بحكمة تخضع لها العقول المدركة لحقيقتها خضوع الإكبار والإجلال.
(للموضوع بقية يتبع بإذن الله انتظرونا......)
اسعد الله اوقاتكم بكل خير.
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
▪ثلاث عبارات لتحقيق النجاح :
أعرف أكثر من الأخرين
وأعمل أكثر من الأخرين
وتوقع الأقل من الأخرين...
#علم_الأخلاق_الإسلامية
#معا_نرتقي_علي_العمري
تعليقات
إرسال تعليق